بقلم: عباس قاسم المرياني
كان اغلب العرب متمركزين في شبه الجزيرة العربية يعيشون حالة الفوضى والجهل واندثار القيم الاخلاقية، تمزقهم الخلافات والصراعات وسيطرة القوي وانحطاط الضعيف، ولم تكن هناك مركزية لحكمهم بل كانوا قبائل متفرقة يغير احدهم على الاخر يسرق ويسلب ويقتل ما يشاء ويتباهون بذلك.
هذا في مركز الجزيرة العربية اما المناطق الاخرى فقد كانت محتله من القوى العظمى المسيطرة، فالعراق كان يرزخ تحت الحكم الفارسي الساساني، وبلاد الشام تحت السيطرة الرومانية البيزنطية، ومناطق اليمن مابين الاحباش والساسانيين فلم تكن لهم قيادة عربية مركزية، ولم يكن لهم السيطرة على مناطقهم.
لكن عندما بزغ ذلك النور الذي أنار عتمة العرب وبفضله اشرقت شمس الاسلام على الوجود وذاع صيته في ارجاء المعمورة، ذلك النور الذي ارسله الله رحمةً للعالمين، ومبشراً ونذيراً وسراجاً منيرا، ذلك النور الذي اخرجهم من الظلمات والتخلف واوجد لهم كيانهم المستقل الذي تغلب على الكيانات العظمى الاخرى التي كانت مسيطرة، وجعل قيمة الفرد الانساني هي القيمة العليا وركز على بناءه بناءاً صحيحاً كما اراده الله وليس كما اراده الشيطان والطغاة الظالمين.
انه نور محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الذي به اهتديت البشرية، وربط الفرد بربه دون الارتباطات الاخرى التي كان يقبع فيها من عبادة الاوثان التي صنعها بنفسه، وقوى الفرد بنفسه من خلال ابعاده عن الفواحش وضياع الانساب فجعله القيمة العليا في مجتمعه، بذلك كون قوة انسانية قبل ان تكون قوة اسلامية صنعت المعجزات وفتحت الافاق شرقاً وغرباً ونشرت دين الله الاسلام وتعاليمه السمحة، فأصبح الاسلام وعلومه منهل لكل من طلب العلم واراده.
كل هذا بفضل ولادة ذلك النور! نور النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الذي ولد يتيماً الا ان قوة ايمانه بالله ورسوخه ارست لنا دعائم هذا الدين القويم، هذا الدين الذي ابتعدنا عن قيمه وتعاليمه مما جعلنا نرزخ حالياً تحت وطأة الضعف والانحلال والتشرذم.
لذلك يطرح سؤال:
لو لم يولد ذلك النور ماذا سيكون حالنا؟
هل سنعرف الله ام نبقى عبيد الاصنام؟
هل سننهل من علوم القرأن الكريم وقيمه؟
وهل نسمى مسلمين ام نبقى قطاع طرق؟
وهل؟ وهل؟ وهل؟
اذاً نحمد الله على نعمة الاسلام، ونعمة ولادة رسوله الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) الذي اخرجنا من الظلمات الى النور.
هذه نعمة نبينا محمد علينا وفضله، فاليتحدث ما يتحدث الحاقدين يكفيه شرفاً انه حبيب الله ومنقذ الانام وسيد البشرية جمعاء.
2 نوفمبر، 2020
2235
0